منتدى مدينة قطنا
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
يسعد منتدانا باستقبال من هم بمثل شخصك
ليكون مميزاً بيننا .. وأنت أهل لذلك
فأهلا وسهلا بك في
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  2100813894 منتدى مدينة قطنا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  2100813894
الذي يتشرف بإنضمامك لقافلتنا
هذا وتقبل جزيل شكرنا وتقديرنا
الإدارة
حسام الدين
منتدى مدينة قطنا
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
يسعد منتدانا باستقبال من هم بمثل شخصك
ليكون مميزاً بيننا .. وأنت أهل لذلك
فأهلا وسهلا بك في
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  2100813894 منتدى مدينة قطنا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  2100813894
الذي يتشرف بإنضمامك لقافلتنا
هذا وتقبل جزيل شكرنا وتقديرنا
الإدارة
حسام الدين
منتدى مدينة قطنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


❀`·.¸¸.·¯`··._.· (عروس جبل حرمون) ·._.··`¯·.¸¸.·`❀
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
يا ضيفنا الكريم سلام الله عليك ,, نعلم جميعاً ان المنتدى مكان لتبادل المنفعة ولكي نفيد ونستفيد .. من فضلك ساهم بقدر المستطاع واجعل دورك فعال بالمنتدى على الأقل قم بشكر الشخص الذي إستفدت من موضوعه .. فنحن نعمل جميعاً على نشر الفائدة وتبادل معلوماتنا وتجاربنا فشارك في هذا العمل ولا تكتفي بالمشاهدة فقط .. زائرنا الكريم .. قبل التسجيل تذكر الآن أنت زائر وبعدها إن راق لك منتدانا ستسجل فيه لذلك أختر معرفا أي ( إسما عربياً ومفهوماً ) يدل على ذوقك وشخصيتك التي من خلالها ستشارك بها معنا .. لذلك منتدى مدينة قطنا لاتقبل التسجيل إلا بحروف عربية وإسم لائق يدل على التفاؤل وأبتعد عن اختيار الاسماء التي تحبط والاسماء الغير مفهومة أو الارقام أو تشكيل كلمات مبهمة
مرحبا يا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  060111020601hjn4r686 زائر كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  060111020601hjn4r686 نحن سعداء جداً بتواجدك بيننا ويشرفنا مشاركاتك لنا بكل ما هومفيد
مرحبا يا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  060111020601hjn4r686 Lahcen كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  060111020601hjn4r686 نشكر لك إنضمامك الى أسرة منتدى مدينة قطنا ونتمنى لك المتعة والفائدة

شاطر
 

 كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اخت المحبه
نائب المدير العام
نائب المدير العام
اخت المحبه

كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  C13e6510
الإمارات
انثى
عدد المساهمات : 1327
تاريخ التسجيل : 12/07/2013
تاريخ الميلاد : 13/03/1985
العمر : 39
عدد النقاط : 2337
مدينتك : الامارات
هوايتي : القراءة
المزاج : حمد لله
الحمد لله رب العالمين
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  93e36e1540f2e3e

كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  0d324d4b65f402

كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  0d324d4a6df60d

كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  0d324d4b64f701

كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  0214f026158a830


كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  Empty
مُساهمةموضوع: كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا    كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  I_icon_newest_replyالسبت 04 يناير 2014, 12:00 pm

محمد إسماعيل عتوك
باحث في الإعجاز البياني للقرآن

قال الله عز وجل في حق اليهود :﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾( الجمعة : 5 )
أولاً- هذا مثل ضربه الله تعالى لأحبار بني إسرائيل المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والمراد به عموم اليهود، مَثَّلهم فيه في حملهم للتوراة، وعدم انتفاعهم بها بحمار يحمل أسفارًا. فكما أن الحمار لا ينتفع بما في تلك الأسفار من العلوم النافعة، ولا يدري منها إلا ما يمر بجنبيه وظهره من الكد والتعب ؛ كذلك اليهود لم ينتفعوا بما في التوراة من العلوم النافعة ؛ لأنهم نبذوها وراء ظهورهم، وتركوا العمل بها، واقتنعوا من العلم بأن يحملوها دون فهم، وهم يحسبون أن ادخار أسفارها، وانتقالها من بيت إلى بيت كافٍ في التبجح بها، وتحقير من لم تكن بين أيديهم، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى :﴿ وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾( آل عمران :  187 ).
ووجه ارتباط الآية بما قبله أنه تعالى، لمَّا أثبت في الآيات السابقة التوحيد والنبوة، وبيَّن سبحانه في النبوة أنه ﴿ هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾( الجمعة : 2 )، أخذت اليهود ذلك ذريعة لإنكار سعة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وزعموا أنه عليه الصلاة والسلام بعث إلى العرب خاصة، ولم يبعث إليهم، فعند ذلك نزلت الآية.
والمشهور عن اليهود أنهم كانوا ينتظرون مبعث الرسول منهم ؛ ليجمعهم بعد فرقة، وينصرهم بعد هزيمة، ويعزهم بعد ذل، ﴿ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾( البقرة : 89 ). أي : يطلبون الفتح  بذلك النبي المنتظر، ويقولون : اللهم انصرنا عليهم بالنبي المبعوث،﴿ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾( البقرة : 89 ).
وهكذا اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون ذلك النبي المنتظر من العرب، لا من اليهود. فقد علم الله تعالى أن اليهود قد فرغ عنصرهم من مؤهلات القيادة الجديدة الكاملة للبشرية، وأنهم لم يعودوا يصلحون لحمل الأمانة ؛ لأنهم زاغوا وضلوا بعدما بذلت لهم كل أسباب الاستقامة والهداية، فأزاغ الله قلوبهم، فلم تعد صالحة للهدى، وكتب عليهم الضلال أبدًا لفسقهم. وفي ذلك يقول الله تعالى :﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾( الصف : 5 ).
وبهذا انتهت قوامتهم على دين الله تعالى، وانتهى دورهم في حمل أمانته، فلم يعودوا يصلحون لهذا الأمر، وهم على هذا الزيغ والضلال، ولم تعد لهم قلوب تحمل هذه الأمانة، التي لا تحملها إلا القلوب الحيَّة، البصيرة، المدركة، الواعية، المتجردة، العاملة بما تحمل، والعالمة لما تحمل ؛ ولذلك مثَّلهم الله تعالى بالحمار الذي يحمل أسفارًا.
ثانيًا- وقوله تعالى :﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا ﴾ مثل، وقوله :﴿ مَثَل الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ﴾ مثل آخر، وبين المثلين وجه شَبَهٍ، دلَّت عليه كاف التشبيه ؛ وهو عدم الانتفاع بما من شأنه أن يُنتفَع به انتفاعًا عظيمًا لسمو قيمته، وجلال منزلته.. وهو من تشبيه المعقول بالمحسوس المتعارف ؛ ولذلك ذُيِّل بقوله تعالى :﴿ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ ﴾.
وقد أوضح الله تعالى هذا المعنى في موضع آخر، فقال :﴿ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾(البقرة : 146 ). فأخبر سبحانه أنهم يعرفون محمدًا صلى الله عليه وسلم بالأوصاف المذكورة في كتابهم بأنه النبي الموعود ؛ كما يعرفون أبناءهم، بحيث لا يلتبس عليهم أشخاصهم بغيرهم. وهو تشبيه للمعرفة العقلية الحاصلة من مطالعة الكتب السماوية بالمعرفة الحسية في أن كلاً منهما يتعذر الاشتباه فيه، ومع ذلك فقد جحد فريق منهم رسالته، ولم تنفعهم معرفتهم به.
فبنوا إسرائيل﴿ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ﴾. أي : كُلِّفوا أن يقوموا بحقها ﴿ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا ﴾. أي : لم يفوا بما كلفوا به، ولم يعملوا بموجبه ؛ لأن حملَ التوراة يبدأ أولاً بالفهم والفقه والإدراك، وينتهي ثانيًا بالعمل ؛ لتحقيق مدلولها في عالم الضمير، وعالم الواقع، ولكن سيرة بني إسرائيل- كما عرضها القرآن الكريم، وكما هي في حقيقتها- لا تدل على أنهم قدَّروا هذه الأمانة حقَّ قدرها، ولا أنهم فقهوا حقيقتها، ولا أنهم عملوا بها. ومن ثَمَّ كان مثلهم في ذلك ؛ كمثل الحمار يحمل أسفارًا.. بل كانوا أسوأ حالاً من حال ذلك الحمار ؛ لأن الحمار لا فَهْمَ له ولا فقه ولا إدراك، فهو لا يدري : أسفرٌ على ظهره، أم صخر، أم غير ذلك ؟ وهؤلاء القوم لهم قلوب وعقول ؛ ولكنهم لم يستعملوها فيما ينفعهم ؛ بل استعملوها فيما يضرهم، فأوَّلوا التوراة، وبدلوا فيها، وحرفوا ؛ ولهذا كانوا :﴿كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾( الأعراف : 179 ).
وفي التعبير عن تكليفهم العمل بما في التوراة، وعن تركهم لذلك التكليف بقوله تعالى :﴿ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا ﴾ إشعارٌ بأن هذا التكليف منه جل وعلا لهم، كان عهدًا مؤكدًا عليهم، حتى لكأنهم تحملوه ؛ كما يتحمل الإنسان شيئًا قد وضع فوق ظهره، أو كتفيه، ولكنهم نبذوا هذا العهد، وألقوا بما فوق أكتافهم من أحمال، وانقادوا لأهوائهم وشهواتهم انقياد الأعمى لقائده.
فقوله تعالى :﴿ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ﴾ ليس من الحِمل على الظهر، وإن كان مشتقًّا منه ؛ وإنما هو من الحَمالة، بفتح الحاء، بمعنى : الكفالة والضمان. ومنه قيل للكفيل : الحَميل. و﴿ ثُمَّ ﴾ في قوله تعالى :﴿ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا ﴾ أداة عطف للتراخي الرتبي ؛ فإن عدم وفائهم بما عُهِدَ إليهم أعجب من تحملهم لهذه العهود ؛ ونحو ذلك قوله تعالى :﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾( الأحزاب : 72 ).
والأسفار واحدها : سِفْرٌ، بكسر السين، وهي الكتب الكبار الجامعة للعلوم النافعة، على ما تشعر به صيغة التنكير﴿ أَسْفَارًا ﴾. وأوثر لفظ السِّفر، لما فيه من معنى الكشف. وقد قيل : سُمِّيَ السِّفر سِفرًا ؛ لأنه إذا قرىء يسفِر يسفر عن الحقائق. أي : يبيِّنها ويوضِّحها. وقيل : يعني كتابًا، بلغة كنانة. وقيل : الكتاب بالنبطية يسمَّى : سِفْرًا. والسَّفَرَةُ، محركةً : الكَتَبَةُ، جمع : سافِر، وهو بالنَّبَطِيَّة : سافرا. والسَّفَرَةُ : كتَبَةُ الملائكة الذين يحصون الأعمال. قال الله تعالى :﴿بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴾( عبس : 15 ). وما بأيديهم هو الأسفار.
وجملة ﴿ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ﴾ حال من الحمار ؛ لكونه معرفة لفظًا. أو صفة له ؛ لأن تعريفه ذهني، فهو في معنى النكرة، فيوصف بما توصف به على الأصح. ونسب أبو حيان للمحققين تعيُّنَ الحالية في مثل ذلك. ويؤيد الوصفية قراءة ابن مسعود :﴿ كَمَثَلِ حِمَارٍ ﴾، بالتنكير.
ثالثًا- ولسائل أن يسأل : لماذا قال تعالى :﴿ كَمَثَلِ الحِمَارٍ ﴾، فمثَّلهم بالحمار، ولم يمثِّلهم بالإبل، فيقول :﴿ كَمَثَلِ الإِبِلِ ﴾، مع أن المشهور عن العرب أنهم يستعملون الإبل في حمل أثقالهم وأمتعتهم، وكانوا يسمُّونها : سفينة الصحراء ؟ ويجاب عن ذلك بأن الله تعالى جعل الإبل آية من آياته، ودعا إلى النظر في خلقها نظر تأمل وتفكر واعتبار، فقال سبحانه :﴿ أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾( الغاشية: 17 )، وجعلها أيضًا من شعائر دينه، فقال سبحانه :﴿ الْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾( الحج : 36 ). وأهل الكفر والضلال لا يحسُن أن  يمثَّلوا بما جعله الله تعالى آية من آياته، وشعيرة من شعائره ؛ وإنما يمثَّلون بما هو مَثَلٌ للسَّوْء، وليس هناك مثلٌ أسوأ من مَثَل الحمار في هذا المقام، يمثَّلون به، فكان هذا التمثيل إشعارًا بكبر مقت الله تعالى لهم، وغضبه عليهم.
وأما لفظ ﴿ الْحِمَارِ ﴾ فيقع على الذكر والأنثى، ويجمع على : حمير، وحُمُر. ويستخدم منذ القدم فــي حمل الأمتعة وحرث الأرض، وهو شديد التحمل والصبر. وتخصيصه- هنا- بالتمثيل به ؛ لأنه كالعلَم في الجهل والبَلَه والضلال، وأنه مثل في الذم البليغ والشتيمة، وكذلك هو في استعمال العرب، والحديث الشريف. ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب، فهو كمثل الحمار يحمل أسفارًا ».

كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  1200582818clip_9





لقد شبه الله تعالى الذين كلفوا بالتوراة (وهم اليهود) ولم ويحملوا هذه الأمانة بالحمار الذي يحمل فوق ظهر كتباً دون أن يفهم ما فيها أو يستفيد منها


وإنما شبِّه هذا المتكلم بالحمار يحمل أسفارًا ؛ لأنه فاته الانتفاع بأبلغ نافع، وقد تكلف المشقة، وأتعب نفسه في حضور الجمعة. والمشبه به كذلك فاته الانتفاع بأبلغ نافع مع تحمل التعب في استصحابه. فالجامع بينهما هو عدم الانتفاع.  
وعن علي بن الجعد قال :« سمعت شعبة، يقول : مَثَل صاحب الحديث الذي لا يعرف العربية، مَثَل الحمار عليه مِخْلاةٌ، لا عَلَفَ فيها ». وقال حماد بن سَلمَة :« من طلب الحديث، ولم يتعلم النَّحْوَ. أو قال : العربية، فهو كمَثَل الحمار تُعلَّق عليه مِخْلاةٌ، ليس فيها شعير ».
ومن تجنُّب العرب لذكر الحمار مجردًا أنهم يكنون عنه، ويرغبون عن التصريح باسمه، فيقولون : الطويل الأذنين. وقد عُدَّ في مساوىء الآداب أن يجري ذكر الحمار في مجلس قوم من أولى المروءة. ومن العرب من لا يركبه استنكافًا، وإن بلغت منه الرِّجلة. وكان عليه الصلاة والسلام يركبه تواضعًا، وتذللاً لله تبارك وتعالى. وقالوا في وصف الحمار : إذا وقفته أدلى، وإن تركته ولَّى، كثير الرَّوْث، قليل الغَوْث، لا تَرْقَأُ به الدماء، ولا تُمْهَر به النساء. وقالوا : الحمار حيوان وقِح شهْواني شبِق لدرجة أنه لا يرعوي عن مواقعة أنثاه في قارعة الطريق، على عكس غيره من الحيوانات ؛ كالجمل والخروف.
ويشتهر الحمار من بين الحيوانات كلها بصوته العالي الذي يُعَدُّ من أقبح الأصوات وأوحشها، ويسمَّى صوته : نهيقًا، وأوله شهيق، وآخره زفير. وقد وصفه القرآن الكريم بأنه أنكر الأصوات على الإطلاق ؛ لما يسببه من إزعاج وأذى. قال تعالى على لسان لقمان الحكيم يعظ ابنه :﴿ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾( لقمان : 19 ).
والغضُّ من الصوت هو التنقيص من رفعه وجَهارته، وهو أوفر للمتكلم، وأبسط لنفس السامع وفهمه، ورفعه يؤذي السمع، ويقرع الصماخ بقوة، وربما يخرق الغشاء داخل الأذن. وقد شبِّه الرافعون أصواتهم في الآية السابقة بالحمير وأصواتهم، ولم يؤت بأداة التشبيه ؛ بل أخرج ذلك مخرج  الاستعارة. وهذا أقصى المبالغة في الذم، والتنفير من رفع الصوت.
وكانت العرب في الجاهلية تفتخر بجهارة الصوت، وتمدح به. قال الحسن رضي الله عنه :« كان المشركون يتفاخرون برفع الأصوات، فرُدَّ عليهم بأنه لو كان خيرًا، فُضِّل به الحمير ». وقال سفيان الثوري رضي الله عنه :« صياح كل شيء تسبيح ؛ إلا نهيق الحمير ». وعن صهيب- رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :« إذا نهق الحمار، فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم ». وفي الصحيحين عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :« إذا سمعتهم صياح الديكة، فاسألوا الله من فضله ؛ فإنها رأت ملكًا. وإذا سمعتم نهيق الحمار، فتعوذوا بالله من الشيطان ؛ فإنه رأى شيطانًا ».

 قيل : إن سبب قبحه يكمن في قلة حركته وعدوه، خلافًا للحصان الذي اشتهر بكثرة حركته، وشدة عدوه، وخفة صوته ؛ ولهذا سمِّيَ صوت الحمار نهيقًا، وسمِّيَ صوت الحصان صهيلاً. قال تعالى :﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ﴾( العاديات : 1 ). والضَّبْحُ هو صوتٌ بين الصهيل والحمحمة، لا يزعج الإنسان ؛ كما يزعجه النهيق. وقد اكتسبه الحصان بفضل عدوه ؛ لأن العدو يذيب الشحوم المتراكمة حول الأحبال الصوتية، بعد أن تتعرض تلك الأحبال للإحْماء والشدِّ من خلال رياضة العدْو، فيَشْبَه ذلك شدَّ أوتار المعازف ؛ لكي تحصل على صوت عالٍ ذي نبرة رفيعة جميلة.
وأما صورة الحمار فهي صورة كريهة في القرآن والسنة، ولكراهتها حرِّمت علينا لحومها. جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله :« أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحُمُر الأهلية، وأذن في لحوم الخيل ». وروي عنه أيضًا :« أكلنا زمن خيبر الخيل، وحُمًر الوحش، ونهانا النبي  صلى الله عليه وسلم عن الحمار الأهلي ». وفي مجمع الزوائد عن بن مسعود- رضي الله عنه- أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال :« إن نفس المؤمن تخرج رشحًا، وأن نفس الكافر تسيل ؛ كما تخرج نفس الحمار ».  
رابعًا- فهل بعد ذلك كله يوجد مَثَلٌ أسوأ من هذا المَثَل الذي مَثَّل الله تعالى به أولئك اليهود في جهلهم وضلالهم وتكذيبهم بالتوراة والقرآن ؟ ولهذا ذُيِّل بقوله تعالى :﴿ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ ﴾. و﴿ بِئْسَ ﴾ لفظ جامع لأنواع الذمِّ كلها، وهو ضد ﴿ نِعْمَ ﴾ في المدح، وهما جامدان، لا يتصرفان ؛ لأنهما أزيلا عن موضعهما. فنِعْم منقول من قولك : نَعِم فلان، إذا أصاب نعمة. وبِئْس منقول من بَئِس فلان، إذا أصاب بؤسًا. فإذا قلت : بِئْس الرجل، دللت على أنه قد استوفى الذم الذي يكون في سائر جنسه. وإذا قلت : نِعْم الرجل، دللت على أنه قد استوفى المدح الذي يكون في سائر جنسه. وعليه فإن هذا المثل قد دل على أنه استوفى الذم الذي يكون في سائر أمثال السَّوْء. وفيه تنبيه من الله تعالى لمن حمل الكتاب، أن يتعلم معانيه، ويعلم ما فيه، ويعمل بما فيه من أمر ونهيٍ ؛ لئلا يلحقه من الذم ما لحق أولئك اليهود. فهو تنديد باليهود، وفي الوقت نفسه تحذير لعامة المسلمين من أن يكونوا كاليهود، في عدم الانتفاع بما فيه دواء من كلِّ داء، وشفاء لما في الصدور.
ومن هنا قيل : هذا المثل، وإن كان قد ضرب لليهود، فهو متناول من حيث المعنى لمن حمل القرآن، أو العلم، فترك العمل به، ولم يؤده حقه، ولم يرعه حق رعايته.. روي عن ميمون بن مهران أنه قال :« يا أهل القرآن ! اتبعوا القرآن قبل أن يتبعكم »، ثم تلا هذه الآية.
وقوله تعالى :﴿ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا ﴾ فاعل ﴿ بِئْسَ ﴾، وقد أغنى ذكره عن ذكر المخصوص بالذم لحصول العلم بأن المذموم هو مثل القوم المكذبين، فلم يسلك في هذا التركيب طريق الإِبهام على شرط التفسير ؛ لأنه قد سبقه ما بيَّنه بالمثَل المذكور قبله في قوله :﴿ كَمَثَلِ الحِمَارٍ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ﴾، فصار إعادة لفظ المثل ثقيلاً في الكلام أكثر من ثلاث مرات. وهذا من أساليب القرآن البديعة وتفنُّنانه في النظم.
وقوله تعالى :﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ إخبار عنهم بأن سوء حالهم، لا يرجَى لهم منه انفكاك ؛ لأن الله تعالى حرَمَهم اللطف والعناية بإنقاذهم؛ لأنهم ظلموا أنفسهم بتكذيبهم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم  دون نظر، وجحودهم لآيات الله تعالى دون تدبر.
قال السيوطي في الدر المنثور :« أخرج ابن جرير عن عيسى بن المغيرة قال : تذاكرنا عند إبراهيم إسلامَ كعب، فقال : أسلم كعبٌ في زمان عمر. أقبل، وهو يريد بيت المقدس، فمر على المدينة، فخرج إليه عمر، فقال : يا كعبُ ! أسلم. قال : ألستم تقرؤون في كتابكم :﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ﴾، وأنا قد حملت التوراة. فتركه، ثم خرج حتى انتهى إلى حمص، فسمع رجلاً من أهلها، يقرأ هذه الآية :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً ﴾( النساء : 47 ).
فقال كعب : يا رب آمنت ! يا رب أسلمت ! مخافة أن تصيبه هذه الآية، ثم رجع، فأتى أهله باليمن، ثم جاء بهم مسلمين ».  
خامسًا- بقي أن نشير إلى أن أكثر المفسرين يجعل التشبيه في هذا المثل من قبيل التشبيه المفرد، وأن وجه الشبه فيه مفرد، وهو عدم الانتفاع بالمحمول ؛ كالتشبيه في قول الشاعر :
كالعيس في البَيْداء يقتلها الظما ** والماء فوق ظهورها محمول
والظاهر مما تقدم أنه من قبيل التشبيه التمثيلي المركب ؛ فهو تشبيه صورة مركبة من عدة أجزاء بصورة أخرى مثلها، ووجه الشبه مركب أيضًا من مجموع كون المحمول كتبًا نافعة، وكون الحامل لها حمار لا علاقة له بها، بخلاف ما في البيت السابق ؛ لأن العيس في البيداء يمكن أن تنتفع بالماء، لو حصلت عليه. أما الحمار فلا ينتفع بالأسفار، ولو نشِرت بين عينيه. وفي ذلك إشارة أيضًا- كما تقدم- إلى أن من موجبات نقل النبوة عن بني إسرائيل كليَّة أنهم وصلوا إلى حد الإياس من انتفاعهم بأمانة التبليغ والعمل بها، فنقلها الله تعالى إلى قوم أحق بها وبالقيام بأعبائها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ماسيليا
عضوة مجلس إدارة
عضوة مجلس إدارة
ماسيليا

كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  C13e6510
الجزائر
انثى
عدد المساهمات : 1302
تاريخ التسجيل : 04/06/2013
تاريخ الميلاد : 25/02/1989
العمر : 35
عدد النقاط : 1538
مدينتك : قلوب البشر
هوايتي : المطالعة
المزاج : ممتاز
الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله
سبحان الله و بحمده ،سبحان الله العظيم


~~~~إذا فاض عليك حناني فهذا طبعي
لكن إذا وصلك كره مني فهذا طبعك
لأني في هذه الحالة أكون مرآة تعكس ما بداخلك~~~~
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  93e36e1540f2e3e

كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  FErT2

كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  0d324d4b66f30c
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  0d324d4a63f202
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  ?img=ab66c41c9936295


كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا    كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  I_icon_newest_replyالسبت 04 يناير 2014, 1:08 pm

Embarassed
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أنا ملكة ذاتي وهذا يكفيني
عضو جديد
عضو جديد
أنا ملكة ذاتي وهذا يكفيني

كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  C13e6510
الجزائر
انثى
عدد المساهمات : 24
تاريخ التسجيل : 16/01/2014
تاريخ الميلاد : 11/05/2000
العمر : 23
عدد النقاط : 26
مدينتك : مخيم حطين
هوايتي : الأكل . الشرب . النوم . اللعب ...
المزاج : رومانسية دائما ...
قدر الله ما شاء وما لم يشأ لم يكن ...
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  Jb129110

كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  0d324d4b66f300

كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  0d324d4b66f30c


كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا    كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  I_icon_newest_replyالجمعة 17 يناير 2014, 9:48 pm

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مدينة قطنا :: المنتدى الإسلامي :: ۞۩ منتدى الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ۩۞-