تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة

**تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة**

لقد و جد اليهود لهم منفذا للطعن في الاسلام و النيل من رسالة محمد عليه الصلاة و السلام ،
و ذلك حينما تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، فاتخذوا ذلك ذريعة للتشهير
و الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه و سلم و قالوا: لقد اشتاق محمد إلى مولده، و عن قريب
يرجع إلى دين قومه ،فأخبر الله بما سيقوله هؤلاء السفهاء، و لقنه الحجة الدامغة ليرد على أباطيلهم،
و يوطن نفسه على تحمل الأذى عند مفاجأة المكروه، و في ذلك يقول الله جل ثناؤه: " سَيَقُولُ السفَهَاءُ
مِنَ الناسِ مَا وَلاهُم عن قِبلَتِهم التي كَانُوا علَيَهَا قُل لله المَشرِقُ وَ المَغرِب يَهدِي مَن يَشَاء إِلى صِرَاط مُستَقِيم".

ما هي الحكمة من تحويل القبلة؟؟

لقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو بمكة يتوجه في صلاته إلى بيت المقدس بأمر من الله عز و جل ،
و ذلك تأليفا لقلوب أهل الكتاب، و لكنه عليه السلام كان يتشوق لتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، لأنها قبلة أبيه إبراهيم الخليل
عليه السلام، و كان يكثر من ترديد بصره إلى السماء، يترقب نزول الوحي عليه في أمر تحويل القبلة، بلهفة و شوق،
حتى حقق الله له رغبته، فأمره بالتوجه إلى البيت العتيق، و في ذلك يقول الله جل ثناؤه: " قَد نَرَى تَقَلبَ وَجهِكَ فِي السمَاءِ
فَلَنُوَلينَكَ قِبلَة تَرضَاهَا فَوَل وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرَام".

و هناك سبب آخر لشوق النبي صلى الله عليه و سلم لتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة،
هذا السبب هو أن اليهود الخبثاء كانوا يقولون : ما أغرب أمر محمد ، يخالف ديننا و يتوجه في صلاته إلى قبلتنا،
و لولا ديننا لم يدر أين يتوجه في صلاته !! فكان صلوات الله عليه يتمنى من ربه أن يصرفه عن التوجه من قبلتهم إلى الكعبة المشرفة
حتى لا يبقى لليهود سبيل للطعن في شخصيته و رسالته، حتى روي أنه قال لجبريل : وددت لو أن الله صرفني عن قبلة اليهود،
و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يديم النظر إلى السماء، رجاء أن يأتيه الوحي بتحويل القبلة إلى الكعبة
فأنزل الله تعالى " قَد نَرَى تَقَلب وَجهِكَ في السمَاء"
و حين حولت القبلة قال بعض الصحابة يا رسول الله: كيف بإخواننا الذين كانوا يصلون إلى بيت المقدس؟؟ و كيف بصلاتنا التي صليناها نحن؟؟
فأنزل الله: " وَ مَا كَانَ الله لِيُضيع إيمَانَكُم- أي صلاتكم- إن الله بالناس لَرَؤُوف رَحِيم" .

رواية البخاري

لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة ، صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا ،
و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحب ان يتوجه نحو الكعبة ،فأنزل الله تعالى:" قَد نَرَى تَقَلب وَجهِكَ فِي السمَاء فلنولينك قِبلَة ترضَاهَا.." .
فقال السفهاء من الناس - و هم اليهود- ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟؟ فقال تعالى ردا عليهم:" قُل لله المَشرِقُ وَ المَغرِب يَهدِي مَن يَشَاء
إلى صِِرَاط مُستقيم". و كأن الآية تقول: إن الجهات كلها لله تعالى ، لا فضل لجهة منها بذاته على جهة أخرى، و لا يستحق شيء منها لذاته
أن يكون قبلة، بل إنما تصير قبلة بأمر الله تعالى و حكمه، فلا اعتراض عليه سبحانه بتحويلكم من جهة إلى جهة، و ان العبرة بالتوجه إليه
جل و علا بالقلوب، فكيف يعترضون عليك يا محمد!!؟؟
تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة 4037158560