في ليلة صيف ..كنت معي
كلما نزلت واديا الفيت صورتك تلتمع في صفاء ماؤه وكلما ارتفعت بي الوهاد وشخصت ببصري الي جبل ترائيت لي جالسا هناك تنظر من علي جبل واذا امتدت الصحراء وقل اللون الاخضر او تلاشي كلية حسبت السراب انعكاس لصورتك بل اني اشعر وكأنه نداء خفي من داخلي ولكن بصوتك انت فما اعود اسمع للريح ازيز ..ولا اشعر للطريقة برهبة .
ولكن انت فقط من تسكن داخلي وهانت تحكي لي اقاصيص عذبة وفيها العذاب ومرة مسكرة بصوتك ومؤلمة يخففها علي نفسي انك قائلها وعندما ظهر البحر من بعيد مع اطلالة الفجر الوليد
وبعض اشجار علي الشاطئ تحيط به احاطة السوار بالمعصم وهناك علي مد النظر في لجة البحر توجد جزيرة صغيرة عليها ايكة تظلها او تكاد تمنيت ان اكتب اسمك علي تلك الايكة الخضراء وكأنها ظلة في تلك الجزيرة في سكون البحر وفي غفلة منه فأنا اغار حتي من البحر ..
كنت شغلي الشاغل حتي اختفي البحر عن ناظري وامتد سهل اخضر وكأنه بساط سندس الاخضر يمسل بها الهواء حيث اراد فهو الامر الناهي علي تلك الخمائل وعلي رؤوس السنابل التي عانقت السماء ..
ولكم حسبت الهواء مثل الحب لا قدرة لنا علي ردعه او دفعه ساعة نشاء
وكيف ما نريد فهو يسير بنا في طرقات وسبل كنا نحسب انفسنا عنها تائهين ..فكم هويت ايها الهواء بمن تعرض لنفحاتك الباردة ..
وما هي الا دقائق معدودة ونحن سائرين بين بساطين اخضرين يخترقهما سجاد اسود موشى باللآلئ البيضاء ..وإذ بقطرات المطر تداعب علي استحياء وخجل اخذت الشمس تولينا الادبار أذنة لجحافل السحب بالتقدم وإذ بالحبات الصغيرة الخجلة تتبعها كعقد لؤلؤ سقط من صدر حسناء ..
طرقت حبات البرد الابيض القلوب وهي تعلن حضورها الطاغي
كم شعرت بفرح وانا اردد اسمك في روحي وانت تنشدني اشعارا
ترددها الامطار دعوات بدون صوت ..
ما هي الا ساعة او يزيد حتي غادرنا ساحة الامطار مولين ..
والريح تودعنا ..هل تحمل منك هدية خاصة ؟؟
ام تريد ان اعانقها وارسلها لك ..فتحت شباكي وتركت لها ان تدخل
وتحمل انفاسي لك ..وتحمل انفاسك العطرة لتسكن في قلبي ..
حملت العصافير في الاشجار امانة السلام عليك واصيت الشمس وهي زائرة دائمة ان تحمل الي اخباركم ..وهمست لقوقعة ان تبث شجني لك
وامطرتها عصارة روحي ..
وفي ليلة تسامرت والقمر ..وهو سيد مطاع بين يديه النجوم فعلمت ان لكل انسان قمره وشمسه وانت قمري وشمسي ..
كم احسد الشمس والقمر اللذان يطلعان عليك ..
ويريان صورتك وقلت لنفسي ترا لو ناجيته بكلمة سر هل يحملها لك القمر ؟ولكن القمر لا يكتم سرا ..
فقلت ايها القمر ..ليتك تشركني فيما ترا منه وحسبي منك ذاك ..
وسكبت روحي علي وجنتي ...وشعرت بدفء انفاسك تجفف عبرتي ..نعم
في تلك الليلة الصيفية كنت معي ..