حوار بين الحرب و السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدون مقدمات

في
زمان تدافعت فيه الفتن , وكثرت فيه الحروب , واشتدت الخصوم , وصارت الأرض
دمار , والبيوت خراب , والسماء دخان , وكل ما يرى أمامنا آلام وأحزان ,
وأضحت الديار تفتقر للأمان , والنفس تشتاق لهديل الحمام رمز السلام ,
والأرض بانتظار أن تعود إليها أزهى الألوان ... دوت صرخة من الأفق البعيد
تنادي :

السلام : أما آن لك أيتها الحرب أن تخلي بيني وبين الظهور .

الحرب : ومن أنت ؟

السلام : أنا السلام .. حمامة الحب والود والوئام بين الأنام ..
أنا منبه تكون السماء زرقاء والأشجار خضراء والنور وضاء والهواء نقاء ..
أنا من به يكون العيش صفاء والقلوب بيضاء والناس سعداء ..
أنا السبيل الذي دل عليه المصطفى لنشر الحب بين الورى .

الحرب : السلام !... وماذا تريد يا غاية المؤتمرات الفاشلة ؟

السلام : إلى متى وأنت تحيلين الأرض رماد , وتخلفينها وراءك لا نبات ولا ماء ولكن أنهار من دماء .. أما تعبت ؟؟

الحرب
: ألم تر ما وصلت إليه من شهرة , فأنا حديث الساعة , وموضوع شاشات التلفاز
, وعناوين الصحف وأغلفة المجلات , وصور تبث في كل مكان , تتحدث عما فعلت
من إهلاك الإنسان وكل نبات وحيوان وأي كائن ثان . كيف تريدني أن أنزل من
على خشبة المسرح التي عاشرتها كل تلك القرون الطوال .

السلام : أنا
أحق منك بالصعود على خشبة المسرح , أنا حلم الكبار , وأمل الصغار , تشتاق
إلي خضرة الأرض وعذوبة الأنهار كما أشتاق إليها .

الحرب : يشتاق
إليك ضعاف الخلق . أما أنا من يتخذني القوي يده ليبلغ مراده .. أنا من رفع
رؤوس الجبابرة العظام , وطـأطأ رأس الضعيف المهان , وقوتي هي عزتي .

السلام
: ليسوا ضعفاء بل أبرياء , ولست ضعيفة لكن رحيمة , قلبي حنان وأعطي القلوب
الأمان . بل ليست قوتك عزة كما تدعين إنما هي الظلم بعينه .

الحرب : لكني كنت الحل في نهاية حوار طال وكنت الفصل .

السلام : ياللهمجية .. تكونين فضا للخصام بسفك الدماء , وتيتيم الأطفال , وإثكال النساء , وإرهاب الشيوخ ,وإنهاك النفوس .

الحرب : لأنني السبيل حين لاتنفع أنت ... وماذا كنت ستفعل ؟

السلام : كنت تركت العيش رغيدا والحياة هنيئة لا ظلم ولا خوف .

الحرب : اسمع أيها السلام ... كنت ومازلت وسأظل في كل زمان ومكان .. حتى إن لم أشأ , فهذه رغبة بني الإنسان .....

عم السكون المكان ولكن السلام حدثته نفسه أن لابد له من أن يظهر ولو شيء من نوره في يوم من الأيام ...
....................