ريفيات فــي رداء المدينة

تنبعث رائحة الأرض التي اشتقنا إليها كثيرا ففي داخلنا الكثير من الذكريات رغم أليالي الساجية التي نعيشها في حضرة المدينة الصاخبة
نتعلل بالبحث عن هوس التمدن ، ونحن مازلنا نحمل من تراب الأرض معانيها ، فالشجر العالي ترك تعاليم الشموخ في نفوسنا ومهما ابتعدنا عن الأرض التحمت بنا الجذور التي لم تحاول المدينة انتزاعها من دواخلنا

لا نعرف هل الألوان والأصباغ والتسابق على الماركات تأكيد على تمدنا ؟
أما تأكيد على تخلفنا ؟ ففي حضرة المدينة استبدلنا الحناء وكل قريب له بتلك الكريمات التي نتسابق عليها لنفوز بمباركة المدينة وربما لحظات تباهي بما وصلنا إليه من علم ومعرفة وتمدن .

في داخلنا ثورة هائلة تحيط بنا في حضرة الصمت وذلك الرداء المتحضر ، وفي الجوف كلمات شوق لذلك الريف والبساطة ، ورائحة الأرض التي لم تعبث بها الرياح الروامس ، وظلت تلازمنا في كل لحظة وحين ،،، حتى انشغلنا بهذا الحنين لتلك الصباحيات الباكرة وكل طقوس الريف الجميل .

قبل بزوغ الصباح نلملم ذكريات الأيام ونسرع لإرداء المدينة ، تعكر حياتنا الكثير من المفارقات ونحتشد مع المحتشدين في صفوف المعاناة ، ونسير أحيانا للبحث عن الأمل ونركض أحيانا في أمل الوصول إليه .. وفي الطرف الأخر يقف النقيض رافض لوجودنا ووصولنا وكأننا انتزعنا منه فلذة كبده .. وربما يكون السند والدعم بشرط أن لا نحاول التفوق عليه فحينها تتغير المسميات من مجتهدات إلى مزايدات ،،، ويزداد الإصرار والبحث عن كل جديد ،،، قد نتوقف أحيانا رغم نظرات السخرية والرهان الذي يحاولون فيها إيقاف عزيمتنا ،،، ولكن تستمر خطواتنا فيختلط كل شيء ببعضه حتى نحن اختلطنا واختلفنا ، مع ذلك نحن فقط من يشعر بمدى البداوة التي في داخلنا فرداء المدينة لم يغشى العين عن رؤية بساطتنا وريفيتنا وأن أخفتها ملابس المدينة فنحن نتباهى ببداوتنا ونعبر بفخر واعتزاز كونها ترسخت منذ الميلاد في داخلنا فنور العلم زادها ثبات .. فنحن نجيد التواصل مع العالم ونطرح الآراء ونكتب المفاهيم ونشارك المجتمع ،، ومع كل ما وصلنا إليه ريفيات رغم رداء المدينة .


من المؤكد أن المرأة نصف المجتمع .. واليوم نجدها تشارك في الكثير من الميادين حتى الثورات المعاصرة لم تخف دور المرأة وما تقوم به من دعم لمشاركة أخوها الرجل .
هل العلم والوصول لأعلى الدرجات يمكن أن يجعلها تغير مفاهيمها الريفية؟
هل المدينة مقياس لتمدن النساء ؟
هل الطموح يساند المرأة الريفية للوصول والمشاركة في المجتمع ؟

مجرد تساؤلات تعبر عن وضع المرأة ولكن في حقيقة الحال هي تساؤلات تطرح لمعرفة مدى النظرة العامة للمرأة في الريف .. فموضوع اليوم ليس وليد ألصدفه ولكنه شغلني منذ زمن وأنا أحاول الوصول لفك الكثير من طلاسمه كونه يخص الكثير من نساء مجتمعي .. من تعلمت ووصلت وتفوقت وأصبحت ذات مكانه ورغم ذلك مازالت تحافظ على ذكريات الريف وتبحث عن زاوية مضيئة تعبر من خلالها على رسوخ تلك القيم في إطار مختلف .

منقوووووووووووول