رسائل من دمشق د. عمر الخطيب / فهد المصري من يمشي بشوارع دمشق في هذه الأيام
يجد نفسه وسط ثكنة عسكرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..
80% من شوارع العاصمة مغلقة بحواجز اسمنتية ,
عناصر خائفة بعتادها الكامل،
أصوات قصف و إنفجارات على مدار الساعة،
طيران حربي يقصف عاصمة بلده ,
قمة جبل قاسيون أصبحت منصة إطلاق صواريخ،
قناصين على جميع الدوائر الحكومية
و معظم الأبنية السكنية العالية،
مسؤولين لم يعد يتجرأو ركوب سياراتهم
الرسمية الفاخرة والتفاخر بها،
وإنما سيارات سياحية أقل من عادية للتمويه عن أنفسهم.
الجميع يترقب صافرة الحكم للإعلان دخول الجيش الحر
إلى مركز العاصمة و تحرير المقرات الرئاسية
و خاصة بعد أن تحررت أكبر و أعتى الثكنات العسكرية
المتاخمة للشام و التي تبعد خمسة كيلو مترات عن القصر الرئاسي ..
و الأهم من كل ذلك:
لن يجد بشار المجرم طريقا آمنة للهروب من دمشق,
فطريق مطار دمشق الدولي سيمر عبر رجال الله في الغوطة ..
طريق بيروت يمر عبر أبطال الزبداني،
طريق حمص يمر عبر وحوش حرستا
و أشاوس دوما و ما أدراك ما دوما ..
الطريق الأخير طريق درعا،
فإن هو أفلت من أبطال حيي نهر عيشة و القدم،
فإن كل درعا له بالمرصاد ..
و التحليق بالسماء بات خطرا
بسبب الإستيلاء على صواريخ مضادة للطيران ..
تأكدوا دائماً أنّ شيئاً رائعاً على وشك الحدوث .
فالسيطرة على مطار مرج السلطان العسكري
بالأمس تعني من الناحية العسكرية السيطرة
على محطة الاستطلاع الجوي للمنطقة الجنوبية" إم 1 " ـ
كما تعتبر هذه المحطة مقر قيادة إدارة الاستطلاع
الجوي "اللواء 82" في القوى الجوية.
في محطة مرج السلطان رادران كبيران
يعتبران العمود الفقري للاستطلاع والمسح الجوي,
ومحطة مرج السلطان واحدة من ثلاث محطات
والمشرفة عليهم فالثانية محطة المنطقة
الوسطى في "شنشار" جنوبي حمص ،
والثالثة محطة "برج إسلام" في شمال اللاذقية.
مع سيطرة الجيش الحر على هذه المحطة الاستراتيجية
الهامة والسيطرة على كتائب الصواريخ
والدفاعات الجوية كافة في الريف الدمشقي تصبح العاصمة السورية
ساقطة من الناحية العسكرية لأن النظام فقد كل نظم
الصواريخ والدفاعات الجوية واصبح محاصرا في دمشق
بطوق ناري يضيق رويدا رويدا وتقدم الجيش الحر
في دمشق وريفها باستخدام أنظمة وصورايخ الدفاع الجوي
وتحرير محطة مرج السلطان التي هي أيضا قيادة
إدارة الاستطلاع الجوي ـ اللواء 82 يعني أن الأسد
وعصاباته لن يكتشفوا الضربات الجوية
لمفاصلهم العسكرية والأمنية في دمشق
وريفها والمنطقة الجنوبية التي سيوجهها
الائتلاف العسكري الدولي الذي سيشكل خارج مجلس الأمن.
وفي الأيام القليلة المقبلة ستكون
هناك مفاجآت سارة لشعبنا السوري الثائر الصامد البطل.