الذي قضى على أيدي رجال الموت ... وقد اقتلعــوا حنجرته وســرقوا أعضائه
نادى الشجاع بصوته : حريةٌ … إنّا بَشرْ !!
جُنَّ الطغاة .. استنفروا …
بإلههم هو قد كفر..
ونداؤه في عرفهم
هو زلّةٌ لا تُغتفَر .
قولٌ نُكُرْ !!!
بمسامع السفاح .. أخدوداً عميقاً قد حفرْ
.
.
.
في ليلةٍ ظلماءَ … لم يظهر بقبتها القمر ..
جُمع النفر ..
نصبوا كميناً غادراً ..
واستجمعوا كل الفِكَر ..
عرفوه ابن شهامة … لا يرتضي ظلم البشر..
وباتّصالٍ ماكرٍ .. بلسان كــــذّابٍ أشِر
جاء الخبر :
عَجِّل غياث لنُصرةٍ .. فصديقُ عمرك يُحتضَر
لم ينتظر ..
وثب الشجاع ملبّياً … بركان نخوته انفجرْ
.
.
.
لما حضر …
برز الضباع السود من بين الشجر …
واستقبلوه بغدرهم …
أسروه في لمح البصر …
وتكالبوا فوق الضحية يضربون
يعذبون.. ينكّلون كما التتر…
يشفون غلاً أسوداً..
من صوت حقٍ قد زأر
وبأيد سفاح لئيمٍ قد تعاطى .. فعقر
قطعوا حبال الصوت في عنق النمرْ
قتلوك ياغيث المطر..
.
.
.
لما تلقّى الأهل ذيـّــاك الخبر..
شَخَص البصر..
كادت عماد الدار تهوي كالهشيم المحتظر..
من روع ذياك الخبر..
الدمع في المقل انهمر…
الأم صاحت : واااحبيبي … قد تعجّلت السفر..
واسترجع الأبّ الرزين لربه … وله شكر
الكلّ سلم للقدر…
.
.
.
قتلوك يا غيث المطر
قتلوك يااااا غيث المطر
.
.
.
لم يعلموا هول الدُّعاء عليهِمُ وقت السحر
من قلب أمّ منكسر…
أبشر غياث حبيبنا … لن يوقفوا زخ المطر
نحن المطر
رغم الجراح سننتصر
رغم الأنوف سننتصر..
لن ننكسر
وبما بدأت سنستمر ..
أبشر غياث فإنهم … حتماً مولّون الدبرْ..
زمن الطغاة سيندثرْ..
والظلم من أرض الإباء سيندحر..
.
.
.
أبشر .. فقد فزت الجوار لدى المليك المُقتدِرْ..
أبشر..
فبعد اليوم لا بأس عليك … ولاخطرْ
واهنأ بجنّات النعيم
وقاتلوك .. لهم سَقر
.
.
.
.
لن ننسااااااك
لا والله لن ننسااااك
فأنت حي في قلوبنا
لن نسامح ..... لا لن نسامح .... لن نسامح
منقـــــــــــــــــــــــــــــول للأمـانة
الفاتحة على أرواح شهدائنا