موسوعة الرشيد / خاص- ثامر الساعدي
من المعلوم والواضح للمتتبع لمسيرة الثورة السورية ان تلك الثورة المباركة بعمرها القصير مقارنة بحجم الدور الذي تعلبه استطاعت ان ترهق حركة التشيع ودولته بشكل كبير.
وأن ثورة الكرامة السورية عرت الدور الإيراني وفضحت زيفه ، بل وأظهرت حجم النفاق والرياء الذي تعامل فيه النظام الإيراني مع الثورتين المصرية والتونسية ، بالوقت الذي أدار ظهره لثورة الشعب السوري ، فإيران تستميت الآن دفاعاً عن نظام بشار أسد الذي تعتبره تابعاً لها ، ولأجل بقاءه في الحكم ، تبدي استعدادها أن تقف معه حتى النهاية
وبما ان سوريا هي دولة محورية وليست هامشية فهذا يعني ان سقوط النظام السوري المرتقب من شأنه ان يقضي على ركن مهم من اركان التشيع وبالتالي ستفقد حركة التشيع المنبثقة من ايران والعراق وبالتعاون مع حزب الله عنصر حيويتها وربما تمويلها.
من اجل ذلك كله تحركت ايران ومعها العراق منذ فترة الى علميات اجرائية من شأنها ان تحافظ على بقاء الحليف الاسدي او الاستعداد لمرحلة ما بعد الاسد.
فقد كشفت مصادر قريبة من حركة "حزب الله" في العراق بزعامة عيسى جعفر ان الاستعدادات مستمرة لتشكيل جيش من المتطوعين لقتال القوات الاجنبية التي يمكن ان تتدخل في سورية لإسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.
يذكر ان عملية تجنيد المقاتلين بدأت منذ فترة بالفعل ويتم تدريبهم على اسلوب حرب المدن وان عمليات التدريب تتم في معسكرا ت في الجنوب العراقي
واضافت المصادر ان "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الايراني يشرف على تمويل حملة التجنيد لمتطوعين من المدن والاحياء الشيعية داخل العراق، لكي يكونوا جاهزين للتوجه الى سورية في حال ساءت الاوضاع الداخلية وتدخلت قوات غربية في هذا البلد.
وكشفت المصادر أن التعليمات صدرت بإعداد نحو مئة الف مقاتل بينهم عناصر وقيادات من "فيلق القدس" الايراني ومتطوعين من الحركات العسكرية الشيعية، وأبرزها: "جيش المهدي" التابع لمقتدى الصدر، و"حزب الله" العراقي، و"الرساليون"، و"منظمة بدر"، و"جند الامام"، وخلايا عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي المنشق عن "جيش المهدي".
الى ذلك قام فيلق القدس الايراني باصطفاء مجموعة من المقاتلين لتدريبهم على بعض الصواريخ والاسلحة الايرانية التي تشكل دعماً لوجستياً لأي تحرك لضرب القوات الاجنبية المفترض تدخلها في سورية.
وعلى صعيد متصل فقد اعلنت قيادة هذه الجيش المشترك بين العراق وايران ان الاسم الذي يحمله الجيش هو (جيش الحسين)
وفي هذا الاطار، أكد زعيم "حركة حزب الله" في العراق عيسى السيد جعفر ان المقاتلين الشيعة سيملأون سورية إذا حاولت اي قوات اجنبية التدخل لإسقاط النظام.
وبدورها شككت قوى شيعية بنجاح إرسال جيش المتطوعين الى سورية، لأن المناطق السنية المحاذية للحدود السورية لن تسمح بمرور اي قوافل متطوعين شيعة، واذا تم ذلك بالفعل ربما تشتعل حرب اهلية داخل العراق لأن السنة لن يقفوا مكتوفي الايدي وسيرسلون مقاتلين لمحاربة نظام الاسد ومواجهة المتطوعين الشيعة.
وبحسب وكالات الانباء فان القوى السياسية والدينية الشيعية في العراق ازاء تشكيل هذا الجيش ينقسم إلى فريقين: -
- الأول مدعوم من ايران يؤيد المضي قدماً بتشكيل "جيش الامام الحسين" ولا تهمه وحدة العراق واستقراره.
- والثاني يعارض هذا التوجه بقوة ويقترح ترتيب اتصالات ولقاءات مع فصائل المعارضة السورية من بينها "الجيش السوري الحر"، وربما تكليف شخصيات سنية عراقية بارزة بهذه الاتصالات وتهيئة الشارع الشيعي العراقي لقبول اي نتائج انتخابات في المستقبل تطيح "حزب البعث" السوري وعائلة الأسد عن الحكم، وفق مبادرة أنان، من دون الانجرار الى ردود أفعال ثورية إذا سقط نظام الأسد عبر صناديق الاقتراع.
الى ذلك علمنا من مصادر خاصة لنا داخل هذا الجيش انه يحظى بمباركة المرجع الشيعي السيستاني.
وبحسب المصدر فان الهدف الرئيسي لهذا الجيش يسكون ملء الفراغ والانقسام في الشارع العراقي والسوري لاسيما بعد سقوط نظام الاسد المحتمل .
وذكرت مصادرنا ان اوامر عليا جاءت للجيش بالإسراع بإكمال جاهزيته لورود معلومات تفيد بان ايران والعراق بدأت مقتنعة بان رحيل الاسد اصبح قريبا جدا جدا .