ننظر بعين القلق لما يسمى التقارب الإيراني- المصري
بل ونتفاجأ به، ونبدي غضباً لا محدوداً
من سياسة الرئيس مرسي التي توقعنا
أن تكون على النقيض تماماً بالنسبة لإيران.
فهل يعقل بعد انقطاع العلاقة مع العدو الإيراني
لمدة أربعة وثلاثين عاماً أن يأتي الرئيس مرسي المسلم
ليعيد سفير العدو إلى القاهرة !!
ويعتبر إيران جزءاً من الحل في سورية.
وهل يعقل أن السيد الرئيس لم ينتبه إلى أن المعممين
في إيران يتهمون أمه وأمي عائشة رضي الله عنها بالزنا !!
ويسبون أبا بكر وعمر. !!!
ثم يرحب بهم في بلاده الغالية على قلوب المسلمين!!
لا أشك أن الرئيس المصري يعلم أن العدو الإيراني
يحتل ثلاثة جزر عربية، بالإضافة إلى الأهواز،
وأنه يقوم بإعدام المسلمين هناك على خلفيتهم الدينية فقط.
وبالطبع فإن مرسي يعلم أن إيران كانت تضم عشرة بالمائة
من الشيعة حتى جاء الشاه إسماعيل الصفوي
فأمعن تقتيلاً في المسلمين وجعلهم أقل من عشرين بالمائة من سكان البلاد.
ولا شك أن الرئيس علم عند زيارته لطهران،
أن إيران تمنع المسلمين من بناء المساجد،
كما تمنعهم من الوظائف الكبرى وإن عدد المعابد اليهودية
في أرض فارس يفوق عدد المساجد الإسلامية.
هل لاحظ سيادة الرئيس، أن إيران تصنع بؤراً طائفية قذرة
في بلادنا بهدف القضاء على الإسلام والمسلمين،
أم لم يسمع سيادته بأعمالهم في البحرين والسعودية ولبنان واليمن وسورية.
ألم يكفنا أنهم دمروا لبنان وفرضوا على أهلها سلاحاً طائفياً
سموه سلاح المقاومة واعتبروه خطاً أحمر
ثم وجهوه إلى صدور المسلمين لبنان وفي سورية أيضاً.
ألا يكفينا أن يكون العدو الفارسي
هو من سهل احتلال أفغانستان والعراق،
ثم أعمل حقده الطائفي تقتيلاً وتذبيحاً في بلاد الرافدين،
لتغيير الواقع الديموغرافي هناك،
فمن لم تطله البنادق الفارسية طاله التعذيب والتهجير.
رأيت مصورة للدكتور عبد الله النفيسي يقول فيها:
إن إيران مستعدة لتقديم ثلاثين مليار دولار لمصر
وخمسة ملايين سائح في العام،
مقابل استقبال عشرين ألف طالب مصري سنوياً،
واستثمار وإدارة المزارات الفاطمية.
بلغة أخرى تريد طهران أن تأخذ أبناء الكنانة
وأحفاد عمرو بن العاص، فتصنع منهم حربة طائفية
تطعن فيها مسلمي مصر، وتنشر من خلالهم فنون اللطم والعويل.
لا أدري إذا كان الرئيس محمد مرسي يدرك،
وأقولها ناصحاً، أنه يعرض نفسه لخسارة الشعوب
الإسلامية وتلك الجماهير العريضة التي وثقت به وساندته.
أريد أن أنبه الرئيس الذي نقدر،
إلى سقوط حزب الله وانكشاف عورته وفضحه أمام الشعب العربي كله،
ومن خلفه فضيحة العدو الإيراني، والميليشيات العراقية،
حيث كشف هؤلاء كلهم عن حقد طائفي بغيض
على الأمة الإسلامية كلها من خلال مشاركتهم في ذبح الشعب السوري
و قتل أطفاله والاعتداء على حرماته.
إذا كان السيد الرئيس يرى ما يحدث في سورية
من جرائم طائفية قذرة ومن تصفية للمسلمين وتهجير لهم،
ويرى ما يحدث من بلبلة في السعودية والبحرين واليمن ولبنان،
أفلا يخاف على مصر أن يحدث فيها الشيء نفسه
بعد عدة أعوام عندما تقوى شوكة العدو الإيراني على أرض الكنانة.
إننا نحذر سيادته من أن يكون حصان طروادة
فتتسلل إيران من خلاله إلى أهم دولة عربية.
فلا تذكر الجرائم الإيرانية إلا ويذكر اسم الرئيس معها.
إذا حدث ذلك فلا شك أنها ستكون النقطة الأشد
سواداً في تاريخه ولن تغفرها الأجيال له.
د. عوض السليمان