أحدى الاستراتيجيات الهامة عند الشيعة الإيرانيين في محاولاتهم لإرباك الدول الإسلامية المحيطة بهم هي التلاعب في التركيبة السكانية وإثارة الخلافات القبلية والعشائرية والحث الدائم على أن تكون الأقلية الشيعية مصدر صداع دائم للحكومات المسلمة .
وعلى الرغم من هذا السعي الحثيث الواضح للعيان سواء كان في البحرين أو في الكويت أو في المملكة العربية السعودية إلا أن هذا الأسلوب لم يستخدمه المسلمون السنة أبدا رغم أن هناك جرحا غائرا وأرضا مغتصبة وشعبا عربيا محتلا يهان ويستباح منذ قرابة التسعين عاما , إلا وهو شعب الأحواز العربي المسلم السني الخاضع إداريا تحت الاحتلال الإيراني .
ويمكن أن تكون قضية المسلمين الأحواز موازية لقضية القدس التي تحت الاحتلال الصهيوني إذ بينهما تشابه كبير بين ظروف كلا البلدين والشعبين وبين العصابتين المجرمتين اللتين احتلتاهما .
وإذا تغاضينا جدلا – وليس لنا أن نتغاضى – عن حق المسلمين الأحواز في نصرة إخوانهم لهم وخاصة أنهم مظلومون – ونصرة أخيك المظلوم حق ثابت وشرعي له – فإذا تغاضينا عن ذلك فنصرة القضية الأحوازية تعد بعدا استراتيجيا وسلاحا هاما من أسلحة المسلمين السنة لمقاومة هذا السرطان الشيعي الذي ينتشر في عدة أماكن متوازية لا لشئ إلا لعدم وجود مشكلات داخلية عنده , ولو تم دعم المقاومة الأحوازية بأي وسيلة دعم ممكنة وخاصة أن إيران لها وسائلها في دعم الحركات المسلحة مثل حزب الله والحوثيين , فلو تم دعم الأحواز لأحدثنا زلزالا مدمرا لهم ولشغلناهم عن التخريب المتعمد في بلدان المسلمين , فلا ادري لم لا يفطن المسلمون إلى ذلك ويهتموا به اهتماما بالغا .
ومنذ وقت قريب حاول الأحوازيون بعد مزيد ظلم لهم وبعد انتهاك أعراضهم وقتل شبابهم بأية شبهة في إعدامات جماعية وبعد ما سالت دماؤهم في الطرقات وسرقت اراضيهم وممتلكاتهم قاموا بعدة احتجاجات بدأ ضعيفة ولا تزال تحتاج لكي تتقوى .
ولقد خرجت في الأيام الأخيرة من الأحواز عدة تظاهرات جماهيرية كبيرة في تحد للحالة الأمنية التي تشهدها معظم المدن الأحوازية والمفروضة عليهم من السلطات الإيرانية وذلك إحياء الذكرى الثامنة لانتفاضة 15 أبريل وكذلك توافقا مع الذكرى الثامنة والثمانين لبداية الاحتلال الإيراني للأحواز.
فخرج عدد كبير من المتظاهرين في منطقة كوت عبد الله يرفعون العلم الأحوازي الممنوع منادين المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنهاء الاحتلال الفارسي لأرضهم ولإنهاء الجرائم التي يرتكبها النظام الإيراني في حق شعبهم الأحوازي الأعزل .
وحاولوا حث مدن عديدة على الانضمام إليهم والانتفاض للحصول على الحرية السليبة وكمحاولة لتشتيت سيطرة القوات الأمنية وإرباكها بالتمدد الأفقي للانتفاضة والثورة , فاستجابت عدة مدن مثل الحميدية والأحواز العاصمة والسوس والخفاجية والخلفية والفلاحية .
وسارعت قوات الحرس الثوري والباسيج [1] بالانتشار بشكل واسع في مناطق عديدة من الأحواز العاصمة وغيرها من المدن الأحوازية خشية اندفاع الثوار الأحوازيين للشوارع , وبدءوا في بث الرعب في النفوس لكي يقمعوا ذبك الخروج ويمنعوا انتشاره .
وقامت قوات الحرس الثوري – حسبما أفاد المركز الإعلامي للثورة الأحوازية - باعتقال عدد من المواطنين الاحوازيين وخاصة من شباب النشطاء السياسيين من مدينة الحميدية ومن حي الملاشية وهو أحد الأحياء الساخنة التي تكثر فيها المصادمات بين القوات الإيرانية وشباب الاحوازيين , ونقلتهم إلى مكان غير معلوم , ويتوقع بحسب الأخبار الواردة من الأحواز أن هناك فعاليات متعددة سيقوم بها المواطنون الأحواز على سبيل التصعيد في ذكرى الاحتلال الفارسي للأحواز.
هاهي الفرصة قد سنحت , وانتفض الشعب الأحوازي وينبغي دعمه والمحافظة على هذه الروح الثورية لنيل حقوقه من هذا الطغيان الشيعي , ولابد من المعاملة بالمثل فهم يستأسدون في الدفاع عن حقوق باطلة فكيف نجبن عن الدفاع عن حق أصيل
ـ