لماذا اللون الأسود في الحجاب ؟؟سؤال قد يمر علي أذهان الكثيرون بلا إجابه واضحه .. لذا سنتعرض للإجابة عبر عدة نقاط
** الأحاديث الصحيحة المروية علي لسان أمهات المؤمنين ذكرن فيها هيئة الحجاب باللون الأسود منها
... عن أم سلمه رضي الله عنها قالت : لما نزلت هذه الآية (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة ، عليهن أكسية سود يلبسنها "
وحديث عائشة نحوه " كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية " والغراب معروف أن لونه أسود
وعنها أيضاً : " كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس " متفق عليه .
لاحظ الشاهد " لا يعرفهن أحد من الغلس " .. و الغلس هو ظلام آخر الليل .. لكن يفهم منه أنهن كنّ يعرفن قبل الحجاب حتى في هذا الوقت .. لكن لمّا فرض الحجاب وكنّ يرتدين" السواد " فصار لا يعرفهن أحد من غلس الزمان والهيئة .
الشاهد من حديث حادثة الإفك قول أمنا عائشة " فأصبح عن منزلي ، فرأى سواد إنسان نائم ، فأتاني وكان يراني قبل الحجاب "هنا أقرت السيدة عائشة بأنها كانت تلبس السواد من الثياب وهذا واضح جدا من لفظها في الحديث .
هذه النصوص تبين بوضوح أن اللون الأسود كان موجوداً حين نزول آيات الحجاب ولهذا توارثته النساء عبر العصور إلي يومنا هذا
** هل يشترط في حجاب المرأة أن يكون لونه أسود ؟؟ليس من شروط الحجاب أن يكون لونه أسود ، فللمرأة أن تلبس ما شاءت غير أنها لا تلبس لوناً يختص بالرجال ، ولا تلبس ثوباً يكون زينةً في نفسه ، أي : مزخرفاً ومزيناً بحيث يستدعي أنظار الرجال ، لعموم قول الله تعالى : ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ) فإنه عمومه يشمل الثياب الظاهرة إذا كانت مزينة .
جاء في فتاوى الجنة الدائمة 17/108 :
لباس المرأة المسلمة ليس خاصاً باللون الأسود ، ويجوز لها أن تلبس أي لون من الثياب إذا كان ساتراً لعورتها ، وليس فيه تشبه بالرجال ، وليس ضيقاً يحدد أعضاءها ، ولا شفافا يشف عما وراءه ، ولا مثيراً للفتنة اهـ .
وجاء فيها أيضاً 17/109 :
لبس السواد للنساء ليس بمتعين ، فلهن لبس ألوان أخرى مما تختص به النساء ، لا تلفت النظر ، ولا تثير فتنة اهـ .
** متي ينكر علي المرأة لون حجابها ؟؟ينكر علي المسلمة لون حجابها إذا كان غير مستساغ في بلدها مما يستدعي لفت الأنظار
فمثلا اللون الأحمر ( ليس بملفت ولا غريب في بعض الدول الأفريقة فلا ينكر علي اللتي ترتدي هذا اللون )
وكذلك اللون الأبيض الذي هو ضد الأسود ( فقد كان في الماضي لون الحايك التي ترتديه المسلمات في دول المغرب العربي ) وهو منتشر في تركيا وبلاد الشام الآن
واللون الأصفر الصارخ ( يعتبر من ضمن ألوان الحجاب الساتر في افغانستان وباكستان )
فهذه الألوان وغيرها مثل الأخضر والأزرق إذا جاءت امرأة ولبستها في السعودية فستلفت الأنظار فعلى حسب عرف البلاد ، يكون اللون زينة او لا.
** هل الحجاب الأسود ملفت للنظر إذا كان غير منتشر في بلد ما ؟؟ القول بأنه ملفت للنظر ليس بصحيح وإن كان غير منتشر لأن من ترتديه تطلب الستر وتتبع السلف فهو ليس فيه إثم في أي زمان ومكان لأنه لون له أثر صحيح مسند ... وأغلب من يقولون بأنه لون ملفت فهم في الأصل منتقدي للحجاب وليس للون !
كما أن في عصرنا الحالي أصبح العالم كله قرية صغيرة وتنتشر فيه الأزياء الموحده في جميع اليلدان .. فلمذا ينكر علي المنتقبة باللون الأسود ولا ينكر علي غيرها ممن ترتدي الملابس الغريبة عن تقاليد البلاد ؟!
**(( مزايا اللون الأسود))**1; الوقار ... لأنه سيد الألوان وأفخمها وفي علم النفس يقولون هو ملك الألوان و محبي هذا اللون يعتزون بكرامتهم و عنفوانهم و شكلهم ، أما أدائهم في الحياة فإنه يوحي بالقوة و الهيبة و الحسم .. وقد وصفت إحدي المستشرقين لباس نساء مصر قديماً بأنه " نوع من الجلال في الهيئة " وأجمل كساء في الكون لونه أسود .. هو كسوة الكعبة المشرفة بيت الله الحرام ! 2; الستر . فهو أكثر الألوان عدم لفت النظر وجذب الانتباه ... فهو إذا كان شامل جميع البدن فهو أبعد من أنس العين له بالنظر بخلاف بقية الألوان التي لا تخلو من شيء من ذلك .3; له ثواب سنة الاتباع حيث ورد ذكره صراحة في وصف حجاب الصحابيات وأمهات المؤمنين في الأحاديث السابقة .4; قليل الاتساخ . ولا شك أن هذه ميزه عند تعرض الثياب لشئ يصعب إزالته من البقع فهو لا يظهر ولا يتضح مع اللون الأسود ويظهر في باقي الألوان .5; السكينة في النفس . فهو يعطي للنفس الشعور بالراحة والهدوء والصمت التأملي كمن يسهر في الليل الدليل علي ذلك أنك تجد أغلب المنتقبات يميلوا إليه ومنهن من سموه الأسود الحاني .6; لون جميع المناسبات .. فنجد أن من العادات الغربية في السهرات الخاصة ترتدي المرأة الأسود وفي الحزن أيضا ترتدي الأسود .. فهو لون محايد للانفعالات الإجتماعية .7; تتوافر فيه صفة مخالفة اللون الخاص بالرجال .. حيث أنه اشتهر لبس الرجال اللون الأبيض منذ القديم لقوله عليه الصلاة والسلام : البسوا من ثيابكم البياض ، فإنها أطهر وأطيب ، وكفنوا فيها موتاكم . رواه الإمام أحمد وأبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجه .8; زي موحد يمنع التمييز الطبقي بين المسلمات حيث أن الفقيرة تتشابه مع الثرية في مظهرها فلا يعرف كم عدد الثياب لديها وهل هي تنوع فيهم أم هو ثوب واحد فقط ترتديه كل مره .