حكم النصيرية هل هم مرتدون أم كفار أصليين حسب أقوال أهل العلم :

النصيرية اليوم يتردد الحكم عليهم بين أن يكونوا كفاراً أصليين وبين أن يكونوا مرتدين كما قال الغزالي في كتابه الوسيط عن الزنديق " والزنديق الذي ولد كذلك متردد بين الوثني والمرتد"
....

والسبب في هذا التردد ما ذكره الغزالي من ولادتهم على مثل هذه العقائد الباطلة الكفرية بحيث لم يسبق لهم أن دخلوا في الإسلام ، أما أجدادهم الأوائل كابن نصير ومن شايعه ومن كان في أول ظهور هذا المعتقد فإنهم مرتدون بلا نزاع لذا تجد في كلام الأئمة الأقدمين كابن تيمية إطلاق الردة عليهم

وقد نص ابن عابدين (من كبار علماء الحنفية عن حكم النصيرية والدروز على أنهم لا يأخذون حكم المرتدين فقال " وَلَا يَخْفَى أَنَّ إقْرَارَهُمْ بِالشَّهَادَتَيْنِ مَعَ هَذَا الِاعْتِقَادِ الْخَبِيثِ لَا يَجْعَلُهُمْ فِي حُكْمِ الْمُرْتَدِّ لِعَدَمِ التَّصْدِيقِ "

الراجح في المسألة ان النصيرية اليوم هم كفارٌ أصليون لا مرتدون ما داموا مظهرين انتسابهم للنصيرية وعدم براءتهم منها أو عدم براءتهم من معتقداتها الكفرية وهذا الحكم يسري على طائفتهم بأكملها بأعيانهم رجالاً ونساءً وأطفالهم تبعٌ لهم في ذلك

و العلماء متفقون على أن النصيرية لا يقرون على دينهم ولا تقبل منهم الجزية ، حتى الأحناف الذين وسعوا في مسألة أخذ الجزية من الكفار نصوا على عدم جواز قبولها من النصيرية .

و نقل ابن عابدين عن المحقق عبد الرحمن العمادي انه "نقل عن علماء المذاهب الأربعة أنه لا يحل إقرارهم في ديار الإسلام بجزية ولا غيرها ولا تحل مناكحتهم ولا ذبائحهم ".

وجاء في مطالب اولي النهى :
" وَكَذَا الدُّرُوزُ والتيامنة و النُصَيرِيَة ، وَجَمِيعُ الطَّوَائِفِ الْمَذْكُورُونَ زَنَادِقَةٌ مَلَاحِدَةٌ مُتَقَارِبُونَ فِي الِاعْتِقَادِ ، وَقَدْ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى كُفْرِهِمْ ، وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِمْ فَهُوَ كَافِرٌ مِثْلُهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ أَشَدُّ كُفْرًا مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ؛ فَلَا تَحِلُّ مُنَاكَحَتُهُمْ ، وَلَا تُؤْكَلُ ذَبَائِحُهُمْ بِخِلَافِ أَهْلِ الْكِتَابِ ؛ وَلَا يَجُوزُ إقْرَارُهُمْ فِي دِيَارِ الْإِسْلَامِ بِجِزْيَةٍ وَلَا بِغَيْرِ جِزْيَةٍ وَلَا فِي حُصُونِ الْمُسْلِمِينَ ، وَجَزَمَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ أَنَّهُمْ أَشَدُّ كُفْرًا مِنْ الْمُرْتَدِّينَ ؛ لِأَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ تَنَاسُخَ الْأَرْوَاحِ ، وَحُلُولَ الْإِلَهِ فِي عَلِيٍّ وَالْحَاكِمِ ، وَقَالَ : لَيْسَ هُمْ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ ، بَلْ بِمَنْزِلَةِ الْكُفْرِ وَالصَّابِئِينَ ؛ فَيُبَاحُ لِكُلِّ أَحَدٍ أَخْذُ أَمْوَالِهِمْ ، وَسَبْيُ نِسَائِهِمْ - لَا افْتِرَاشُهَا - لِأَنَّهُمْ زَنَادِقَةٌ فُجَّارٌ ، لَا تُقْبَلُ تَوْبَتُهُمْ ، بَلْ يُقْتَلُونَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا ، وَيُلْعَنُونَ كَمَا وُصِفُوا ، وَلَا يَجُوزُ اسْتِخْدَامُهُمْ لِلْحِرَاسَةِ وَالْبِوَابَةِ ؛ وَيَجُوزُ قَتْلُ عُلَمَائِهِمْ وَصُلَحَائِهِمْ لِئَلَّا يُضِلُّوا غَيْرَهُمْ ، وَيَحْرُمُ النَّوْمُ مَعَهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ وَرُفْقَتُهُمْ وَالْمَشْيُ مَعَهُمْ وَتَشْيِيعُ جَنَائِزِهِمْ إذَا عُلِمَ مَوْتُهَا ، وَيَحْرُمُ عَلَى وُلَاةِ الْأُمُورِ إضَاعَةُ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ إقَامَةِ الْحُدُودِ عَلَيْهِم".

وعلى ذلك فحكم رجالهم وعلمائهم أنهم يقتلون أينما ثقفوا حتى تكسر شوكتهم وقتالهم وقتلهم من أعظم الجهاد ، مع مراعاة المصلحة الشرعية في ذلك التي هي في هذا الباب الحفاظ على الجهاد وتقويته وحفظ سمعته أمام الناس والعوام من أهل السنة .

أما نساء وأطفال النصيرية في هذا الزمن فحكمهم هو حكم نساء وأطفال سائر الكفار المحاربين ، لا يجوز تقصد قتلهم ولكن لو قتلوا تبعاً فلا حرج ، فلو كان هناك تجمع يضم رجال النصيريين وكان من المصلحة استهدافه وضم في نفس المكان بعضاً من النساء والأطفال فقتلوا نتيجة لاستهداف الرجال فلا حرج في ذلك ، ومثل ذلك لو أراد المجاهدون قصف قرية من قرى النصيرية ظهر منها أذى للمسلمين فتقصف بما يعم ولا حرج لو قتل في القصف بعضٌ من أطفال ونساء النصيرية في هذه الحال ، ولكن لا يعمد إلى مكان لا يوجد فيه سوى نساؤهم وأطفالهم بالاستهداف .

هذا إذا لم تظهر من النساء والأطفال معونة على حرب المسلمين ، فإذا ظهرت أي معونة منهم على ذلك بأي شكل كان سواء بالفعل او الرأي أو التجسس أو محاولة الإيقاع بنساء المسلمين- كما وقع من بعض النصيريات – فحكمهم في ذلك هو حكم الرجال من جواز تقصد قتلهم واستهدافهم لما ظهر من أذيتهم وضررهم .

وشيوخهم وعجائزهم يجري فيهم خلاف العلماء في شيوخ وعجائز الكفار الحربيين ، حيث جمهور العلماء على عدم تقصد قتلهم مع إباحة قتلهم تبعاً ما لم يظهر منهم إعانة على حرب المسلمين فيقتلون قصدا عندها.

جزاك الله خيرا
اخي الكريم
حسام
هذا التوضيح والبيان
فكثير من الناس وخاصة العامة لا يخرجونهم من دائرة الاسلام
وذلك لجهلهم بالدين
فطالما انهم يقولن لا اله الا الله
فهم في نظرهم موحدين لله ومسلمين
شكرا لك على هذا الطرح القيم والنافع باذن الله تعالى
وفقك الله وسدد بالخير خطاك
وسهل امرك وفرج همك ورزقك من حيث لا تحتسب
سلمت وبارك الله فيك

العفو أختي عاشقة الشام
بارك الله فيكِ على التعليق الطيب
وجزاكِ الله عني كل خير
أنرتي صفحتي بحضورك وكلامك
لا حرمني الله من زياراتك الطيبة
خالص مودتي وجزيل شكري وتقديري

موقع رائع بارك الله جهودكم وحفظكم وفرج عن اهلنا في سوريا .

اللهم آمين
أهلا وسهلا فيك
وشرفت ونورت أخي سمير
بنتمنى تصير من أسرتنا وعضو فعال معنا
شكراً لك من القلب