كفاكي يا نفس توبي ...
الصلاة والسلام على النبي الهاشمي الذي يقول أمتي أمتي حبيبنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين :
قلمي يعاتبني ونفسي تخاطبني وتقول لي :
هل تخيلتم ذلك المشهد يوم تضع كل ذات حمل حملها ويوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت
ويوم يكون الناس سكارى ... وهم ليسوا بسكارى يوم يكون الناس حفاة عراة ؟؟هل فكرت بنفسك ذلك اليوم كيف ستكون ؟
كيف هو حالك ؟؟ وما هو مصيرك ؟ هل تفكرت هل أنت من أصحاب اليمين إما من الشمال ؟؟
يا نفس ويحك إلى متى ؟ ؟إلى متى الغفلة والنسيان ؟؟
إلى متى المعاصي والذنوب ؟؟إلى متى التناسي والنسيان ؟؟
أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة و وقفة مع النفس وقفة جادة طويلة...
ن
كل يوم هادم اللذات يقبض الأرواح في كل ثانية وكل دقيقة ولا تدري متى يحل دورك فهل سألت نفسك هذا السؤال؟؟؟
هل أنت مستعد للقاء الله ؟؟
هل أذا أتى ملك الموت وقبض روحك الآن هل أنت مستعد ؟؟ هل أديت حقوق ربك من
صلاة وصيام وزكاة وصدقة وذكر وحقوق الناس من الإحسان والعطاء والخير ؟؟
فالعبد بين يدي ملك الملوك موقفان:
- موقف حين يقف بين يديه لصلاة فالصلاة هي الاساس والعمود متى ما صلحت صلح
كل الاعمال ...
- - والموقف الثاني حين يقف بين يديه يوم بقائه والموقف الثاني مرتبط بالاول فمتى ما أخلصت وأديت الاول
فسيكون الثاني يسير عليك وهكذا باقي الطاعات ...
هل تخيلت ذلك المشهد والناس كلهم يقفون بين يدي الله وتخيلت ذلك الموقف
الكل يرجى رحمة وعفو من الله ~
تنتظر مصيرك فلا تعلم إلى النار أما إلى الجنة هل سيأخذ كتابك الذي دون عليه أعمالك من خير أو شر
بيمينك إما بشمالك هل ستكون من الساجدين لله سجود فرح لان أوتيت كتابك بيمنك وتصرخ فرح وسعادة
لأنك ستكون بجوار المصطفى مع الصديقين والشهداء ... ومع الأخيار والصالحين في جنة
عرضها السموات والأرض في جنة فيها مالا عين رأت... ولا أذن سمعت ... ولا خطر على قلب بشر نعيم لا ينضب ولا ينتهي دائما لا يزول يخدمك الخدم والحشم وحور العين و.......
أما ستكون من أولئك الخاسرين الذين يبكون دم وحسرة على تفريطهم في حياتهم ...
ويقولون ليتنا لما نأخذ ...كتابنا ولم نقراه تتحسر على كل ثانية ودقيقة عصيت فيها الله ...
ونسيت ذلك اليوم ثم يقذف بك في النار التي أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت... ثم أوقد عليها ألف سنة أخرى حتى ابيضت... ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء كالليل المظلم تخيلوا أن نار الدنيا لا تكون شي عند نار جهنم ...
فقد قال وروى عن ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من تلك النار ولو أنها ضربت في البحر مرتين لما انتفعتم منها بشيء. وقال مجاهد: إن ناركم هذه تتعوذ من نار جهنم فهل جلدك سيتحمل تلك النار؟؟
لم نتحمل نار الدنيا فكيف بنار جهنم !!
فكم فرطنا في جنب الله وكم من قبيح ستره الله وكم من معصية غفرها الله وكم وكم ....
لماذا نعصيه ولماذا نحلل ما حرمه علينا نفعل القبيح ونترك الحسن ...
البعض جعل حياته كلها لهو فمات قلبه ونفسه...
فلم يعد يؤثر فيه كتاب الله ولا كلام نبيه أصبح قلبه قاسي أسود بعيد عن الله وعن كلام الله ...
والبعض سخر وقته لانشغالات الدنيا وكم من معاصي تساهلن
فيها وكم من التقصير والزلات ...
والمصيبة الكبرى والخسران المبين هي الغيبة والنميمة التي لا يكاد شخص إلا ويأكل لحم أخيه
ميت ...
- صارت مجالسنا مجالس غيبة ونميمة وفتنة وحقد وغل فلا يسلم أحد من ألسنتنا فنأتي
يوم القيامة بحسنات ولكن أين هي فقد وزعت على فلان وعلان فأصبحنا مفلسين لا نملك من
صلاتنا ولا من تسبيحنا ولا من شكرنا غير سراب ...
أشغلنا عقولنا وقلوبنا بغير الله أشغلناها بأنفسنا وبهوانا وجعلنا الشيطان قائد لنا
نحو المعاصي والذنوب ... فزين لنا الشيطان الطريق ويسر لنا الأبواب وسهلها لنا
هجرنا القران وتأمله فصرنا نقرأ القصص والروايات بساعات ونسهر الليالي على
قصة وكتب نتنافس في كم كتاب قرأناه... وأعتبرناه مقياسآ لثقافتنا ونسينا أن أفضل الكتب هو كتاب الله
... هو المقياس لثقافتنا وهو الذي يستحق القراءة والتدبر والتأمل كتاب كامل شامل يشمل كل جوانب حياتنا ...
فلا أفراط ولا تفريط فلنغذي أروحنا بالقران وعقولنا ...
تركنا التأمل والتدبر في ما خلق الله وأدمنا التفكير في الدنيا والهوى والنفس وشتان
بين تفكير في ما خلق الله وبين التفكر في الحبيبة والحبيب ...
وتركنا حب الله والحب في الله والأنس به...
نشكو من الهموم والغموم ولا ندري ما السبب فصرنا نشكو لخلق الله ونسينا الخالق
ونسينا أن الشكوى لغير الله مذلة ...
لازلنا نركض وراء الدنيا وننسى الآخرة لكن والله إننا سنندم على كل لحظة عصينا فيه الله
ولم نذكر الله ...
سنندم ونتمنى إن لو لم نكن نفعل إلا ما يرضي الله ورسوله لكن هيهات هيهات
لا ينفع الندم ولا الحسرة ~
الوقت لازال أمامك أعزم ألان التوبة وأقبل على الله وأفتح صفحة جديدة بيضاء
وأنسى الماضي وما فيه وفكر بالمستقبل ~
أجعل آنسك في الحياة هو الله وأجعل القران هو رفيقك
وذكر الله هو سعادتك والصلاة راحتك والصدقة هي
غناك ورضاك عن نفسك ~
أشغل قلبك بذكر الله والخير وعقلك بتفكر في خلق الله ~
وهمســـــــة أخيـــــــــرة...
- أعمل لدنياك كأنك تعيش أبد وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدآ
نسأل الله العلي القدير ان تنشغل ألسنتنا بذكر الله سبحانه وتعالى
اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
ن