معني الحب في الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد...
أخيتي في الله هل تعرفين معنى الحب في الله؟
الحب في الله خالٍ من شوائب الدنيا، حب لا يقوم على الإعجاب بشخص لموهبة عظيمة أو هيئة جميلة أو حديث ممتع أو مصلحة قائمة..
بل يقوم على التقوى والصلاح، ويولد ويكبر في طريق الإيمان والإحسان..
فبحب الله ورسوله نحب، وببغض الله ورسوله نبغض..
والحب لله هو الحب للمؤمن من أجل دين الله وطاعته وامتثال أوامره لا لمصلحة دنيوية أو قرابة، والبغض عكسه، فهو بغض العاصي بسبب معصيته بقدر معصيته وبغض الكافرين والبراء منهم..
قال يحيى بن معاذ: حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء ..
أخيتي إن الحب في الله تعالى أوثق عرى الإيمان، وهو منحة من الله لا يشترى بالمال، وقد بين لنا الله سبحانه وتعالى ذلك في كتابه الكريم وذلك في قوله تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }..
وقال تعالى : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }..
لذلك يا أخية فإن النفس تقتبس الخير أو الشر من الجلساء لذلك أمرنا المولى تعالى بصحبة الصالحين وقال: {يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله كونوا مع الصادقين}..
وحذرنا كذلك من مجالسة الفاسقين وقال فيمن يجالسهم: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا* يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا}..
لذلك يا أخيتي إذا أنشأتي صداقة لله فلن تبقى إلا بطاعته ولن تزكو هذه الصداقة إلا إذا بعدت صداقتكما تماما عن النفاق والفساد..
أما إذا شربت المعصية إلى واحدة منكما تغيرت بذلك قلوبكما وذهب أيضا الحب في الله..
ففي الحديث:[ ما تواد اثنان في الله عزوجل أو في الإسلام فيفرق بينهما إلا ذنب يحدثه أحدهما] (صحيح)..
أخيتي الأخوة الحقيقية هي التي تقوم على عواطف الحب والود والتعاون المتبادل والمجاملات الرقيقة بل هي كما وصفها الله تعالى في كتابه الكريم وقال: {والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }..
لذلك يا أخيتي إذا كان في قلبك حب للأخية لك في الله فلتخبريها بذلك وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه"..
وبذلك تكتمل المحبة بينكما في صورة عجيبة ومحبة صادقة منكما تدعو للآخرى بظهر الغيب في الحياة والممات..
قال صلى الله عليه وسلم : " دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل"..
أخيتي لا تتوقعين أن الأخوة في الله تنقطع بنهاية الدنيا بل هي مستمرة في الآخرة..
يقول تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}..
وأخيرا:
أخيتي إذا وجدتي واحدة يهفوا قلبها لك أو لغيرك و رأيتي في أعمالها معاصي وزلات وبعدا عن طريق الله فلا تترددين في تقديم النصيحة لها ولا تقطعين الأخوية بينك وبينها بل انتظري توبتها واستمري في مواصلة الموعظة رجاء في أن تتوب وبإذن الله تعالى تتوب ويقبل الله منها توبتها وبذلك تكوني أنت سببا في توبتها بعد الله سبحانه وتعالى..
" اللهم يا كريم يا رحيم يا رزاق أرزقنا حبك وحب من ينفعنا حبه عندك"..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..