شهر رمضان قال سبحانه { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
عند أحمد والنسائي من حديث أبو هريرة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان فكان يقول لهم : ( قد جاءكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، افترض الله عليكم صيامه ، يفتح فيه أبواب الجنة ، ويغلق فيه أبواب الجحيم ، وتُغل فيه الشيطان ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حُرم خير تلك الليلة فقد حُرم الخير ) عند أحمد والنسائي من حديث أبي هريرة .
قال ابن رجب هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان ..
كيف لا يُبشّر المؤمن بفتح أبواب الجنان !.
كيف لا يُبشّر المذنب بغلق أبواب النيران !.
كيف لا يُبشّر العاقل بوقت يُغلّ فيه الشيطان !.
من أين يشبه هذا الزمان زمان ؟!
قال معلى ابن الفضل : كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتتقبل منهم رمضان .
وقال يحيى ابن كثير كان من دعائهم : اللهم سلمني إلى رمضان ، وسلم لي رمضان ، وتسلمه مني متقبلاً يا رب الأنام .
فمرحب بشهر طيب مبارك كريم .
في رمضان أُنزل القرآن والكتب السماوية ..
في رمضان الشفاعة بالصيام والقرآن..
في رمضان التراويح والتهجد..
في رمضان التوبة وتكفير الذنوب ..
في رمضان تصفد الشياطين ..
في رمضان تغلق أبواب الجحيم وتفتح أبواب الجنان ..
في رمضان الجود والإحسان والعتق من النيران ..
في رمضان الصبر والشكر والدعاء ..
في رمضان مضاعفة الحسنات وليلة القدر ..
رمضان شهر الجهاد والانتصار ..
فكيف لا يفرح المؤمن بشهر هذا بعض ما فيه ..
بين الجوانح في الأعماق سكناه
فكيف أنسى و من في الناس ينساه !
ولم أزل في هواه ما نقضت له
عهدا و لا محت الأيام ذكراه
قد شاخ جسمي ولكن في محبته
ما زال قلبي فتي في عشق معناه
في كل عام لنا لقيا محببة
يهتز كل كياني حين ألقاه
بالعين بالقلب بالآذان أرقبه
و كبف لا و أنا بالروح أحياه !
والليل تحلو به اللقيا وإن فصرت
ساعتها أُحيا لها و أحلاه
فنوره يجعل الليل البهيم ضحىً
فما أجلّ و ما أجلي مُحَيّاه
ألقاه شهراً ولكن في نهايته
يمضي كطيف خيال قد لمحناه
في موسم الطهر في رمضان الخير
تجمعنا محبة الله لا مال و لا جاه
من كل ذي خشية لله ذي ولعٍ
بالخير تعرفه دوما بسيماه
قد قدّروا مواسم الخيرات فاستبقوا
والاستباق هنا المحمود عقباهُ
صاموه قاموه إيماناً واحتساباً
أحيوه طوعاً وما في الخير إكراهُ
وكلهم بآيات القرآن مندمجاً
كأنه الدم يسري في خلاياهُ
فالأذن سامعة ، والعين دامعة
والروح خاشعة ، والقلب أوّاهُ
عذراً رمضان .. عذراً رمضان .. فما قدرناك حق قدرك ..
يتبع بحول الله ..........