لا يوجد حل للتخلص من بعض المعزين ثقلاء الدم إلا بطريقة تحديد أوقات العزاء في اليوم الواحد ،
فمثلاً يبدأ العزاء من الساعة 4 عصراً حتى الساعة 9 مساء حتى لا يصادف فترة وجبة الغداء أو العشاء ،
قال الرسول عليه الصلاة والسلام : (( من عزّى مصاباً فله مثل أجره ))
أي المقصود هو تسلية أهل المصيبة في مصيبتهم ، ومواساتهم ، وتخفيف عليهم حزنهم ، وتصبيرهم ،
والدعاء لهم ، والترحم على فقيدهم ، ولا أحزان تساوي حزن فراق العزيز عندما يرحل من الدنيا ،
ولا شك أن الموت حق وهو مكتوب على كل إنسان ، ولكن وللأسف نشاهد اليوم من بعض المعزين عدم الالتزام
بأصول التعزية ، فمنهم من يجلس بالساعات ليس لغرض تخفيف أحزان أهل العزاء ولكن هي فرصة
لفتح باب التجارة والمناقصات والسواليف الخاصة ..
مع انتظار وجبة الغداء أو العشاء حسب الوقت المتواجدين فيه ،
وقد يكون هذا المصاب الحزين فقير الحال فإن قدم لهم قدر استطاعته وماتجود به نفسه من وجبات
قالوا : هذا بخيل ولا يعرف معنى الواجب لضيوفه المعزين ،
وإن تدين وتفاخر بالوليمة الكبيرة قالوا : نعم هذا الرجل كريم ويعرف الواجب ،
مما يساهمون في زيادة التعب والعناء في مصيبته فيزداد شغلاً فوق شغله ، ويزداد هماً فوق همه ،
ويزداد حيرتاً فوق حيرته ، فيتضاعف حزنه إلى أحزان ، علماً بأنه هو الأحوج لمن يساعده ويعينه في مصيبته ،
فهو في الأصل مشغول مع أهله في أحزانهم ، فهل يفكر هذا المسكين في همه وأحزانه على فقد عزيزه ؟
أم يفكر في بعض المعزين ثقلاء الدم وكأنه يعيش في عزاءين ، عزاء فقيده العزيز على قلبه ،
وعزاء تفكيره في من حوله من الضيوف ثقلاء الدم والطينة ، فيجب على كل معزي أن يلتزم بأصول
ومعنى العزاء في عدم الإطالة ، إما أن يساهم في تخفيف الحمل الكبير على أهل الفقيد بأن يساعدهم
بدفع مايتيسر من المال ، أو أن يساعدهم في توفير وإحضار الوجبة لهم ، فإن لم يستطع على ذلك
فلا يطيل عليهم الجلسة لأنه جاء ليخفف ويكسب الأجر لا أن يثقل عليهم ويكسب الإثم ،
والله يعين أهل العزاء في حزنهم على فقيدهم وفي أحزانهم التي تتضاعف إلى أحزان ،
أسأل الله لكم طول العمر وأن يحسن خاتمتنا جميعاً
منقووووووووووووووووووووووول .