المرأة المصرية مثال للعطاء وتخريج شباب وفتيات يعتمد عليهم الوطن لاستعادة مجده ومكانته، فهذه الأم المثالية خرجت من المدرسة الابتدائية لترعى والديها كفيفى البصر وتزوجت صغيره، وهى ذات الـ14 ربيعاً ورزقها الله ثلاث أنجال كفيفى البصر، وتتمنى أن يكون حمدين صباحى رئيساً لمصر.

بدأت زهرة السعيد أحمد وفا "56 سنة ربة منزل الأم المثالية على مستوى الجمهورية كلامها مع "اليوم السابع"، قائلة: ربيت أولادى المكفوفين أفضل من المبصرين، فهم حاصلون على شهادات عالية ويعتمدون على أنفسهم حتى إن الفتاة الكفيفة تدخل المطبخ وتشعل البوتاجاز وتطبخ وتساعدنى، بعد أن أنهت تعليمها الجامعى هى وأختها الأخرى، فأبنائى ثلاثة، وهم رباب وهى الكبرى وهى كفيفة وحاصلة على ليسانس دراسات إسلامية قسم تفسير وقرآن جامعة الأزهر بالمنصورة بتقدير جيد وهى دفعة 2000، وتعمل بعقد بالمعهد الدينى (فتيات) ببلطيم محفظة قرآن كريم.

وتابعت: أما الثانى فهو الشيخ (هانى) وهو كفيف أيضا ومتزوج، وهو حاصل على ليسانس أصول الدين دعوة إسلاميه جامعة أزهر طنطا بتقدير جيد جدا، ويعمل إماما وخطيبا بمسجد سيدى فتح ببلطيم، وهو من أكبر المساجد ببلطيم.

واستطردت: والثالثة (دينا) وهى كفيفة أيضا وحاصلة على ليسانس دراسات إسلاميه قسم تفسير، وكانت ضمن الخمسة الأوائل المكفوفين على مستوى الجمهورية فى الثانوية الأزهرية وتقديرها فى الليسانس جيد جدا، وتحضر لرسالة الماجستير، ومن هواة البرمجة والكمبيوتر ولها مواقع على النت وهى خبيرة فى هذا المجال.

وأوضحت زهرة أن والديها هى الأخرى كانا كفيفين لذلك أخرجاها من المدرسة وهى فى الابتدائية وتعلمت الخياطة وتزوجت وعمرها 14سنة، وهى صغيرة وبعد زواجها استدعى زوجها للواجب الوطنى بالقوات المسلحة بحرب 73 الذى شارك فيها، وفوجئت بأن أولادها الثلاثة مكفوفى البصر إلا أنها فوضت أمرها إلى الله وعانت كثيرا فى تربيتهم، قائلة: اكتسبت خبرة من والدى الكفيفين وكافحت وربيتهم من خلال دخلى من مهنة الخياطة، وتقبلت الأمر بصدر رحب.

وأضافت أنها تعلمت القرآن وحفظته كله لتعلمه لأولادها، وأن والدها طلب منها الصبر على ما ابتلاها الله، بعد أن علم أن أولادها الثلاثة مكفوفو البصر، قائلة: الحمد لله ربنا باركلى فيهم، وقالت كل ما أرجوه هو الحج لبيت الله تعالى حتى تكتمل فرحتى.

وأشارت إلى أنها تؤيد حمدين صباحى رئيسا للجمهورية وهى تتابع كل ما يقوم به تجاه وطنه وقوميته العربية وكل ما قاله أو فعله ضد النظام السابق الفاسد.

وأشادت رباب ودينا بوالدتيهما وقالتا، إنهما تعلمتا إشعال البوتاجاز وطهى الطعام وغسل الأوانى وملابسهن والاعتماد على أنفسهن، وإنهما لن ينسيا فضل أمهما عليهما، فرغم ظروفهم الصعبة كأبناء ثلاثة مكفوفى البصر فإنها صبرت عليهم حتى أثناء وجود أبيهم بالقوات المسلحة.

وتابعتا: لم تشعرنا بالحاجة لأحد فكانت تعمل على ماكينة الحياكة، وتقم بتربيتنا وتتحمل مشقتنا إلى أن أتمت رسالتها معنا على أكمل وجه، وأصعب ما تحملته والدتنا فى نقلنا للمدرسة ونحن مكفوفو البصر ولا تنسى أننا كنا جميعا مكفوفين، وكذلك تنقلنا للمحافظات الأخرى لدراستنا فى الجامعة.

وأشاد الشيخ هانى بدور والدته، وقال إنها لم تحرمه من أى شىء فى صغره، ولن ينسى فضلها عليه، وقال إنها قامت بتربيتهم بالفطرة بعبقرية المرأة المصرية الأصيلة وكانت تلتزم معهم بمواعيد حفظ القرآن الكريم.

وأضاف أن والدته أقامت لهم احتفالاً بحفظه وشقيقته القرآن الكريم ابتهاجا بذلك، وإنها علمت شقيقتيه الكفيفتين دخول المطبخ وغسل الأطباق وإشعال البوتاجاز وطهى الطعام، للاعتماد على نفسيها حتى لا يكون عدم الأبصار عائقا لهما كبنات.

وأوضح أن والدته سبق أن حصلت على المركز الأول بوسط الدلتا على لقب الأم المثالية، وأن شقيقتيه دينا ورحاب هما اللتان قدمتا طلب حصول أمهما على لقب الأم المثالية، كما سبق أن قدمتا لها قبل ذلك أكثر من مرة، لكن الله سبحانه وتعالى استجاب لهما أخيرا، وقال أتمنى لأمى الحج لبيت الله الحرام تلبية لرغبتها.

وقال مغازى رجب 63 سنة، عامل بالمعاش زوج زهرة، إن قصة كفاح زوجته تستحق أن تكتب رواية أو فيلم سينمائى، ليعرف كل العالم كيف تربى المرأة المصرية المبتلية أنجالها وتخرجهم أسوياء للعالم.

محمد سليمان