هلْ أتاكُمْ حديثُ المَجازِرْ؟هلْ أتاكُمْ حديثُ المجازِرْ
كُلُ وجهٍ يومَئِذٍ سافِرْ
الناسُ يومَئِذٍ تَفرَّقتْ
مابينَ أهالي مَنحورٍ وناحِرْ
هَذا يَبحَثُ عنْ بَقايا أحياءٍ
وللشُهَداءِ يُجَهِزُ الأكفانَ والمقابِرْ
وهذا يَرقُصُ ويُوَزِعُ الحَلوى
وبأغاني الفُجورِ يَبُحُّ الحَناجِرْ
فَريقٌ يُنشِدُ (مالَنا غَيركَ يااللهْ)
فيُحاربُهُ العالمُ لأنّهُ خَرجَ ثائِرْ
وفريقٌ يَذبَحُ ويَحرِقُ الأطفالَ
وأمامَ العالَمِ يَغتَصِبُ الحَرائِرْ
عالَمٌ يُسَلِّطُ الأضواءَ على بَعوضَةٍ
وأمامَ الغيلانِ يَقفُ أعمى وحائِرْ
إنْ سألوني وَصفَهُ بكلمةٍ واحدةْ
فليسَ أفصَحُ مِنْ وصفِ عاهِرْ
وإنْ طُلِبَ مِني تَقييمَ حُكّامِهِ
فلا أراهمْ أكثرَ مِنْ عُمّالِ مَطاهِرْ
حُلَفاءُ الجزّارِ يُساعِدوهُ بِتوريدِ الخناجِرْ
وحُلَفاؤنا يُساعِدونا مِنْ فَوقِ المنابِرْ
وبينَ هؤلاءِ وأولئكَ يُذبَحُ شَعبُنا
فالكُلُّ بَينَ مُتواطئٍ وماكِرٍ وناكِرْ
ومَنْ يَدعو لمحاورةِ النظامِ إنَّما
يَدعو لانقاذِهِ ويَتربَّصُ بالثَورةِ الدَوائِرْ
لالُغَةٌ اليومَ إلا لُغَةُ المدافِعْ
فحينَ تَسيلُ الدِماءُ تَجُفُّ المحابِرْ
هذا هوَ اليومَ القَولُ الفَصلُ
القَولُ الذي عَلينا بهِ أنْ نُجاهِرْ
فمَهما تَغيَّرَ الزَمانُ تَبقى الثَورَةُ
الكَلِمةُ الأحَقُّ أمامَ السُلطانِ الجائِرْ
***
نثرية
طريف يوسـف آغا
كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب
عضو رابطة كتاب الثورة السورية